مالک لا العین تصوب ادمعا++
منک و لا القلب یذوب جزعا
فأیما قلب أتاه نبؤ++
الشوری فما ذاب و لا تصدعا
أما وعی سمعک ما جری بها++
فأی سمع فاته و ما وعی
و ما دریت باللذین استنهضا++
جاثیة الغی فهبت سرعا
سلا من الأحقاد سیف فتنة++
نتاجها من الضلال البدعا
و انتهزاها فرصة فاحتلبا++
من ضرعها کأس النفاق مترعا
و اتبعا نهج الهدی و جانبا++
من الرسول شرعه المتبعا
فلیت شعری أی عذر لهما++
و قد أساءا بعده ما صنعا
و أی قربی و صلا منه و عن++
عترته حبل الولا قد قطعا
فقل (لتیم) لا هدیت بعد ما++
طاف أخوک بالضلال و سعی
خف لداعی الکفر نهضاً فانثنی++
بثقل أعباء الشقا مضطلعا
فقام و هو یستقیل عثرة++
کبا علی الغی بها فلا لعا
دری بأن (فاطما) بضعته++
فما رأی حرمتها و لا رعی
کیف یطیب شیمة و عنصراً++
و عن اروم البغی قد تفرعا
و اجتمع الناس علیه ضلة++
ففرقوا من الهدی ما اجتمعا
و أظهروا باطنة الکفر عمی++
مذ أبصروها فرصة و مطمعا
و خالفوا نص الولاء بعد ما++
أماط عن وجه الرشاد برقعا
و غادروا حق البتول نهلة++
تجرعوها بالضلال جرعا
و افتتنوا من ولع بسورة++
الدنیا فهاموا بالدنایا ولعا
و أودع الثقلین فیهم فأبوا++
أن یحفظوا (لأحمد) ما استودعا
و جمعوا النار لیحرقوا بها++
البیت الذی به الهدی تجمعا
بیت علا سمک الضراح رفعة++
فکان أعلا شرفاً و أمنعا
أعزه اللّه فما تهبط فی++
کعبته الأملاک إلا خضعا
بیت من القدس و ناهیک به++
محط أسرار الهدی و موضعا
و کان مأوی المرتجی والملتجی++
فما أعز شأنه و أمنعا
فعاد بعد المصطفی منتهکا++
حریمه و فیئه موزعا
و أخرجوا منه علیا بعد ما++
ابیح منه حقه و انتزعا
قادوه قهراً بنجاد سیفه++
فکیف و هو الصعب یمشی طیعا
فعاد إلا انه عن حقه++
صد و عن مقامه قد دفعا
ما نقموا منه سوی ان له++
سابقة الإسلام والقربی معا
و أقبلت فاطم تعدو خلفه++
والعین منها تستهل أدمعا
فانتهروها بسیاط قنفذ++
و کسروا بالضرب منها أضلعا
فانعطفت تدعو أباها بحشی++
تساقطت مع الدموع قطعا
یا أبتا هذا (علی) أعرضوا++
عنه ضلالاً و ابن تیم تبعا
اهتف فیهم لا أری واعیة++
تعی ندائی لا و لا مستمعا
أمسی تراثی فیهم مغتصبا++
منی و حقی بینهم مضیّعا
و انکفأت إلی علی بعد ما++
تجرّعت بالغیظ سماً منقعا
قالت أتغضی والنفاق صارخ++
حتی استعاذ الدین منه فزعا
و نمت عن ضلامتی عفواً و أنت++
الموقظ العزم إذا الداعی دعا
احجمت و الذئاب عدواً و ثبت++
فاقحمت منک العرین المسبعا
و لنت اخدعیک فی الضیم و ما++
عهدت منک أن تلین اخدعا
و کیف اضرعت علی الذل لهم++
خدک و هو للعدی ما ضرعا
عز علیک أن تری تسومنی++
من بعد عز «قیلة» أن اخضعا
تهضمتنی بالأذی و لم أجد++
مأوی إلیه التجی و مفزعا
الفیتها معرضة عنی و ما++
أبقت بقوس الصبر منی منزعا
فقال یا بنت النبی احتسبی++
حقک فی اللّه و خلی الجزعا
و اجملی صبراً فما و نیت عن++
دینی و لا اخطأت سهمی موقعا
فاستر جعت کاظمة لغیظها++
مبدیة حنینها المرجعا
حتی قضت من کمد و قلبها++
کاد بفرط الحزن أن ینصدعا
قضت ولکن مسقطا (جنینها)++
مولعاً فؤادها مروعا
قضت و من ضرب السیاط جنبها++
ما مهدت له الرزایا مضجعا
قضت علی رغم العدی مقهورة++
ما طمعت أعینها أن تهجعا
قضت و ما بین الضلوع زفرة++
من الشجی غلیلها لن ینقعا
1) هو ابن السید محمد کاظم بن علی بن أحمد الموسوی الکاظمی الأصل النجفی المولد الشهیر بالکیشوان عالم فذ و شاعر فحل أوتی کثیراً من المواهب العلمیة والأدبیة کما اوتی مقدرة حسن الخط فقد کتب عشرات الکتب النادرة و کان من العلماء المرموقین فی وسطهم حلو الحاضرة ملیح النکتة صریح القول حدید الرأی له شعر کثیر معظمه فی آل البیت و له دیوان مخطوط شاهدته ولده الکبیر السید صادق و قد حوی أکثر شعره، و له قصائد خالدة فی مراثی الإمام الحسین علیه السلام و کانت له حلقة تدریس یحضرها الکثیر من رجال الفضل فهو من المجتهدین المحققین و له إحاطة بکثیر من العلوم الحدیثة کالریاضیات والفلک ولد عام 1295 هـ فی النجف و توفی فیها 1351 هـ اقتطفنا ترجمته من کتاب «شعراء الغری» ج 3.