فاطمة خیر نساء الاُمة++
من کل ذنب عصمت و وصمة
خیر النساء فاطم الزهراء++
یزهر نورها إلی السماء
قد فطمت عن الجحیم الحاطمة++
شیعتها فسمیت ب «فاطمة»
ما مثلها فی کل أقربائه++
لا من بناته و لا نسائه
قد ولدت من بعد عام البعثة++
و قد حوت دون بنیه إرثه
و کان منها دون من عداها++
من أهل نسل النبی طاها
«اُمأبیها» و هی اُم ابنیه++
أحب أهل بیته إلیه
لو لا (علی) لم یکن کفؤلها++
من (آدم) إلی من الخلق انتهی
من بهم تاب الإله و عفا++
عن آدم و قد کفاه شرفا
و من بهم باهل سید الوری++
و قل تعالوا أمرها لن ینکرا
و هل أتی فی حقها و کم أتی++
من آیة و من حدیث ثبتا
لما رووه فی الصحیح المعتبر++
من انها بضعة سیّد البشر
و بضعة المعصوم کالمعصوم++
فی الحکم بالخصوص والعموم
لأنها من نفسه مقتطعة++
فحقها فی حکمه أن تتبعه
إلا الذی أخرجه الدلیل++
فإننا بذاک لا نقول
و لم یرد فی غیرها ما وردا++
فی شأنها فالحکم لن یطردا
و آیة التطهیر قد دلت علی++
عصمتها من الذنوب کملا
اذهب عنها ربها الرجس کما++
طهرها فی الخلق عما وصما
صل علیها ان من صلی علی++
فاطمة یغفر له ما فعلا
و ربه یلحقه امتنانا++
بالمصطفی فی الخلد حیث کانا
ویل لمن ماتت علیه غضبی++
فی شأنها لم یرع حق القربی
قد بقیت بعد أبیها المصطفی++
شهراً و عشراً فعلی الدنیا العفا
و قیل شهرین و نصف شهر++
قد بقیت بعد أبیها الطهر
و قیل تسعین من الأیام++
و خمسة تکون بالتمام
و قیل فی ذلک أقوال اُخر++
و ما ذکرناه هو الذی اشتهر
هذا ولکن أول الأقوال++
أنسبها بمقتضی الأحوال
فإنها لاقت من الأهوال++
و سیء الأفعال والأقوال
ما لم یلاق بعضه الجبالا++
لزلزلت من وقعه زلزالا
و کیف تبقی مدة من الزمن++
من بعد هاتیک الخطوب والمحن
یکفی لموتها من الأخطار++
وقعة بین (الباب والجدار)
فی دارها قد هجموا علیها++
قد روعوها و أخافوا ابنیها
و شاهدت بعینها ما قد جری++
منهم علی بن عمها مولی الوری
من بیتها قد أخرجوه قهراً++
یقاد بالنجاد قود الأسری
رأت من الذلة والهوان++
و قلة الأنصار والأعوان
و من أبیها منعوا میراثها++
و لم تجد فی القوم من أغاثها
لم یحفظوا بضعته من بعده++
و یحفظ المرء بحفظ ولده
لقد أضاعوا حقها جهارا++
و أنکروا حجتها انکارا
و طلبوا بنیة منها علی++
ما کان تحت یدها مستعملا
ما طلبت لأن یصیبوا رشدا++
ما طلبت إلا لأن ترد
کأنهم لم یعلموا أمر (فدک)++
و لا دروا بمن لها کان ملک
أکان یخفی أمرها علیهم++
و لم یصل من مخبر إلیهم
و هل بهذا الأمر من خفاء++
و انها نحیلة الزهراء
و کیف تستعظم غصبهم فدک++
أو یعتریک الیوم فی ذلک شک
و قد جنوا ما هو أدهی و أمر++
و ارتکبوا أمراً عظیماً ذا خطر
خلافة تقمّصوها غصبا++
من أهلها و انتهبوها نهبا
و اغتصبوا من الوصی حقه++
و لم یراعوا قربه و سبقه
لو راقبوا معادهم و أنصفوا++
لأذعنوا لأمره و اعترفوا
هل فیهم من اقتفی آثاره++
أو شق فی مکرمة غباره
و هل لهم من العلوم والحکم++
معشار ما قد صح عنه وارتسم
له من الفضائل المأثوره++
ما لم تسعه الصحف المنشوره
علماً تقی شجاعة فصاحة++
زهداً حجیً عبادة سماحة
هذا مع الغض عن النصوص++
علیه بالعموم والخصوص
من آیة تتلی و من نص خبر++
عن النبی المصطفی قد اشتهر
و أوضح الحق النبی الاُمی++
للناس طراً فی «غدیر خم»
فمن تری أولی بهذا الأمر++
فاحکم بوجدانک یا ذا الخبر
و کیف والتقدیم للمفضول++
تمنعه أوائل العقول
باسم أمیرالمؤمنین اختصا++
و کم علی هذا حدیث نصا
فلا تسم أحداً سواه++
و إن یکن ذلک من ابناه
أخو النبی و أبوسبطیه++
و نفسه تحل فی جنبیه
أخوه وابن عمه و صهره++
به کهارون یشد ازره
أفضل من صلی و صام و اقترب++
بعد نبی الحق سید العرب
من لم یواله فلا ایمان له++
واللّه لن یقبل منه عمله
لا تصبر الشم الرعان صبره++
و لا تدانی حلمه و قدره
شاهد فیهم «فاطما» و ظلمها++
و غصبها حقوقها و هضمها
یسمع ملأ سمعه شکواها++
ثم یری بعینه بکاه
ما کان یرضی انها تهتضم++
أو انها بعد أبیها تظلم
أکان منه ذاک جنباً و حذر++
أو عجزاً عن النضال و خور
لا والذی کوّنه بجوده++
أکبر آیة علی وجوده
بل ذلّل النفس لعزّالدین++
و ما انطوی فی علمه المکنون