لیس من العجیب أن یختلف المؤرِّخون فی تاریخ وفاتها و مقدار عمرها کما اختلفوا فی تاریخ ولادتها قبل البعثة أو بعدها، و هکذا الاختلاف فی مقدار مکثها فی الحیاة بعد وفاة أبیها الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم).
فالیعقوبی یروی أنها عاشت بعد أبیها ثلاثین أو خمسة و ثلاثین یوماً، و هذا أقلّ ما قیل فی مدة بقائها بعد الرسول.
و قول آخر: أربعون یوماً.
و قول ثالث: خمسة و سبعون و هو الأشهر.
و رابع: خمسة و تسعون یوماً و هو الأقوی، و هناک أقوال لا یعبأ بها کالقول بأنها عاشت بعد أبیها ستة أشهر أو ثمانیة أشهر و هذا أکثر ما قیل فی مکثها بعد أبیها (صلی الله علیه و آله و سلم).
و هناک أحادیث واردة عن أئمة أهل البیت (علیهمالسلام) کانت و لا تزال مورد الاعتبار و الاعتماد.
ففی کتاب (دلائل الإمامة) للطبری الإمامی بإسناده عن الأمام الصادق (علیهالسلام): أنها قُبضت فی جمادی الآخرة یوم الثلاثاء لثلاث خلون منه، سنة إحدی عشرة من الهجرة.
و فی البحار ج 43 عن جابر بن عبدالله: و قبض النبی و لها یومئذ ثمانی عشرة سنة و سبعة أشهر.
أیضاً: عن الإمام محمد بن علیّ الباقر (علیهالسلام): و توفیت و لها ثمانیة عشرة سنة و خمسة و سبعون یوماً.
و روی الکلینی هذا القول فی الکافی.
و علی کل تقدیر فإن عشرات الآلاف من المجالس و المآتم تقام فی البلاد الشیعیة بمناسبة وفاة السیدة فاطمة الزهراء (علیهاالسلام) فی المساجد و البیوت و المجامع، و یطعمون الطعام فی یوم وفاتها بکل سخاء، و تسمّی تلک الأیام ب (الفاطمیة) فیرقی الخطباء المنابر و یتحدثون عن السیدة فاطمة الزهراء (علیها السلام) و عن حیاتها الزاخرة بالفضائل و المناقب و المواقف المشرِّفة، و یختمون کلامهم بذکر بعض مصائبها و آلامها.