جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

کلمة خاطفة حول الماورائیات

زمان مطالعه: 2 دقیقه

هذه هی السیدة خدیجة الکبری، و هذا بعض مناقبها و فضائلها التی تعتبر کل فضیلة منها مثالاً رائعاً للإنسان الکامل، و هذه السیدة هی التی أنجبت السیدة فاطمة الزهراء، و أرضعتها اللبن الممزوج بالمواهب و الفضائل. و فاطمة الزهراء سلیلة أبوین هذا بعض ما یتعلق بحیاتهما و محاسنهما، و هذه نظرة خاطفة أو صورة مصغّرة یمکن لنا أن ننظر منها إلی عبقریة سیدتنا فاطمة الزهراء و بذلک تظهر لنا زاویة من حیاتها علی ضوء الوراثة.

و هناک حقائق ثابتة لا یمکن إنکارها، و قد صرحت بذلک أحادیث شریفة کثیرة متواترة عن الرسول الاقدس و اهل‏بیته الطاهرین (علیهم‏السلام) لم یکتشفها العلم الحدیث و لم تصل الیها الإ کتشافات الحدیثه بالرغم من سعتهاوانتشارها،و بالرغم من وصولها إلی الذره فمافوقها و إلی الکواکب فمادونها.

تلک الحقائق لامجال للآلات و المجاهرأن تعزوها و تحیط بها علما، و لا طریق لعدسات التصویر ان تلتقطها و لو بالأشعه البنفسجیه و ما فوق البنفسجیه.

و تقشل دون ادراکها مقاییس الطبیعه و المنطق، فالحقیقه فوق إدراک الماده و الموازین المنطقیه، فلا تدرک بالحواس الخمس (الباصره، السامعه،الذائقةالشامّة،اللامسة)بل هی من أسرار الله المودعة فی الکائنات،وإن شئت أن تسمیهاب (الماورائیات) فلک ذلک.

و قبل عرض تلک الحقائق لابدّ من تمهید مقدمة موجزة فنقول: إن النطفة التی تنعقد- فی الرحم و یتکوّن منها الجنین- إنما تتکوّن من الدم، و الدم یستخلص من الطعام بعد إنهاء عملیات الهضم و النضج و الطبخ فی المختبرات التی یحتویها الجسم، فلا شک أن النطفة المتکونة من الدم المستخلص من لحم الخنزیر أو الخمر «مثلاً» تختلف عن النطفة المتکونة من الدم المستخلص من لحم الغنم أو ما أشبه ذلک، لأن نوعیة هذا اللحم تختلف اختلافاً کبیراً عن نوعیة ذاک، فکذلک تختلف منتجات کل واحد منهما.

و للطعام تأثیر خاص فی روح الإنسان و نفسه، فهناک أطعمة مفرِّحة للقلب، مهدئة للأعصاب، تخفف عن توترها، و هناک أطعمة مفعولها عکس ذلک.

و للطعام الحلال و الطاهر تأثیر فی نفس الإنسان و روحه، بعکس الطعام النجس کالخمر أو الحرام کالمسروق و المغصوب.

و نفس التأثیر یظهر فی النطفة التی تنعقد من الطعام الحلال أو الحرام، أو الطاهر أو النجس، و لو أردنا استعراض الشواهد و إقامة الأدلة و البراهین علی ذلک لطال بنا الکلام و خرج الکتاب عن أسلوبه و موضوعه المقصود.

و علی هذا الغرار فللطعام الذی یأکله الأبوان کل التأثیر فی توجیه الطفل و تسییره نحو الخیر و الشر، إذ من ذلک الطعام تتکون النطفة، ثم تنتقل من صلب رجل إلی رحم زوجته، و تلتصق بجدار الرحم، و تنمو و تکبر حتی تکمل جنیناً تاماً.

فالطعام من حیث النوعیة و من حیث الحکم الشرعی کالحلال و الحرام، و الطاهر له تأثیر عجیب مدهش فی مصیر الطفل، و کیفیة تفکیره فی الأمور و اختیار الحیاة الدینیة، و توجیهه نحو الاعتدال

و الاستقامة أو الانحراف و الإنجراف.

و کذلک الحالة النفسیة الموجودة عند الزوجین عند العملیة الجنسیة لها کل التأثیر فی مقدّرات الطفل و حالاته و نفسیاته فی المستقبل.

فالخوف و القلق لهما أسوأ الأثر فی مستقبل الطفل المسکین، و بالعکس الطمأنینة و الهدوء النفسی له أحسن الأثر فی الطفل.

کذلک الرغبة الملحة و الشوق الشدید یؤثر فی جمال الطفل و حسنه و ذکائه، بینما عدم الرغبة و ضعف الشهوة یسبب خلاف ذلک.

و انطلاقاً من هاتین النقطتین: نقطة تأثیر الطعام و نقطة تأثیر الحالة النفسیة ننتقل بالقرّاء إلی طائفة من الأحادیث المتواترة، فقد ذکر شیخنا المجلسی (قدّس سره) فی الجزء السادس عشر من البحار هذا الحدیث الشریف: