جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

و لبعض أشراف مکة(1)

زمان مطالعه: 4 دقیقه

ما لعینی قد غاب عنها کراها++

و عراها من عبرة ما عراها

ألدار نعمت فیها زماناً++

ثم فارقتها فلا اغشاها

أم لحی باتوا بأقمار تم++

یتجلی الدجی بضوء سناها

أم لخلود غریرة الطرف تهو++

انی بصدق الوداد ام أهواها

أم لصافی المدام من مزة الطعم++

عقاراً مشمولة أسقاها

حاش للّه لست أطمع نفسی++

أخر العمر باتباع هواها

بل بکائی لذکر من خصها اللّه++

تعالی بلطفه و اجتباها

ختم اللّه رسله بأبیها++

و اصطفاه لوحیه و اصطفاها

و حباها بالسیدین الزکیین++

الإمامین منه حین حباها

و لفکری فی (الصاحبین) اللذین++

استحسنا ظلمها و ما راعیاها

منعا بعلها من العهد والعقد++

و کأن المنیب و الأواها

و استبدا بامرة دابرها++

قبل دفن النبی و انتهزاها

و أتت (فاطمة) تطالب بالإر++

ث من المصطفی فما ورثاها

لیت شعری لم خولفت سنن القر++

آن فیها واللّه قد أبداها

رضی الناس إذ تلوها بما لم++

یرض فیها النبی حین تلاها

نسخت آیة المواریث منها++

أم هما بعد فرضها بدلاها

أم تری آیة المودّة لم تأت++

بود الزهراء فی قرباها

ثم قالا أبوک جاء بهذا++

حجة من عنادهم نصباها

قال للأنبیاء حکم بأن لا++

یورثوا فی القدیم و انتهزاها

أفبنت النبی لم تدر إن کان++

نبی الهدی بذلک فاها

بضعة من محمد خالفت ما++

قال حاشا مولاتنا حاشاها

سمعته یقول ذاک و جاءت++

تطلب الإرث ضلة و سفاها

هی کانت للّه أتقی و کانت++

أفضل الخلق عفة و نزاها

أو تقول النبی قد خالف القر++

آن ویح الأخبار ممن رواها

سل بابطال قولهم سورة النمل++

و سل مریم التی قبل طاها

فهما ینبئان عن إرث یحیی++

و سلیمان من أراد انبتاها

فدعت واشتکت إلی اللّه من ذاک++

و فاضلت بدمعها مقلتاها

ثم قالت فنحلة لی من وا++

لدی المصطفی فلم ینحلاها

فأقامت بها شهوداً فقالوا++

بعلها شاهد لها و ابناها

لم یجیزوا شهادة ابنی رسول++

اللّه هادی الأنام إذ ناصباها

لم یکن صادق علی و لا فا++

طمة عندهم و لا ولداها

کأن أتقی للّه منهم عتیق++

قبح القائل المحال و شاها

جرعاها من بعد والدها الغیظ++

مراراً فبئس ما جرعاها

أهل بیت لم یعرفوا سنن الجو++

ر التباساً علیهم و اشتباها

لیت شعری ما کان ضرهما++

الحف لعهد النبی لو حفظاها

کأن اکرام خاتم الرسل الها++

دی البشیر النذیر لو أکرماها(2)

ان فعل الجمیل لم یأتیاه++

و حسان الأخلاق ما اعتمداها

ولو ابتیع ذاک بالثمن الغا++

لی لما ضاع فی اتباع هواها

أتری المسلمین کانوا یلومو++

نهما فی العطاء لو أعطیاها

کأن تحت الخضراء بنت نبی++

صادق ناطق أمین سواها

بنت من أم من حلیلة من++

ویل لمن سن ظلمها و أذاها

ذاک ینبیک عن حقود صدور++

فاعتبرها بالفکر حین تراها

قل لنا أیها المجادل فی القو++

ل عن الغاصبین إذ غصباها

أهما ما تعمداها کما قلت++

بظلم کلا و لا اهتضماها

فلماذا إذ جهزت للقاء++

اللّه عنه الممات لم یحضراها

شیعت نعشها ملائکة الرحمن++

رفقاً بها و ما شیعاها

کان زهداً فی أجرها أم++

عناداً لأبیها النبی لم یتبعاها

أم لأن البتول أوصت بأن لا++

یشهدا دفنها فما شهداها

أم أبوها أسر ذاک إلیها++

فأطاعت بنت النبی أباها

کیفما شئت قل کفاک فهذی++

فریة قد بلغت أقصی مداها

أغضباها و أغضبا عند ذاک++

اللّه رب السماء إذ أغضباها

و کذا أخبر النبی بأن اللّه++

یرضی سبحانه لرضاها

لا نبی الهدی اطیع و لا++

فاطمة أکرمت و لا حسناها

و حقوق الوصی ضیع منها++

ما تسامی فی فضله و تناهی

تلک کانت حزازة لیس تبری++

حین ردا عنها و قد خطباها

و غداً یلتقون واللّه یجزی++

کل نفس بغیها و هداها

فعلی ذلک الأساس بنت صا++

حبة الهودج المشوم بثاها

و بذاک اقتدت اُمیة لما++

أظهرت حقدها علی مولاها

لعنته بالشام سبعین عاما++

لعن اللّه کهلها و فتاها

ذکروا مصرع المشائخ فی بد++

رو قد ضمخ (الوصی) لحاها

و باُحد من بعد بدر و قد++

أتعس فیها معاطساً و جباها

فاستجادت له السیوف بصفین++

و جرت یوم الطفوف قناها

لو تمکنت بالطفوف مدی الد++

هر لقبلت تربها و ثراها

أدرکت ثارها اُمیة بالنا++

رغداً فی معادها تصلاها

أشکر اللّه اننی أتوالی++

عترة المصطفی و اشنی أعداها

ناطقاً بالصواب لا أرهب الأ++

عداء فی حبّهم و لا أخشاها

نح بها أیها (الخدوعی) و اعلم++

ان انشادک الذی أنشاها

لک معنی فی النوح لیس یضاهی++

و هی تاج للعشر فی معناها

قلتها للثواب واللّه یعطی الأ++

جر فیها من قالها و رواها

مظهراً فضلهم بعزمة نفس++

بلغت فی ودادهم منتهاها

فاستمعها من شاعر (علوی)++

(حسنی) فی فضله لا یضاهی

سادة الخلق قومه غیر شک++

ثم بطحاء مکة مأواها


1) ذکر حجة الإسلام السید محسن الأمین العاملی فی المجالس السنیة ج 5 ص 101 ان هذه القصیدة وجدت بخط الشهید الأول محمد بن مکی العاملی و یظهر من آخرها انها لبعض أشراف مکة و توهّم بعضهم انها للخدوعی و من الواضح انه منشد للقصیدة لا ناشی‏ء لها و یرتئی الخطیب الاستاذ المدقق الشیخ محمد علی الیعقوبی انها للشریف «قتادة بن ادریس ابن مطاعن» فانه کان أدیباً شاعراً و لم یعرف عن هذه السلسلة مثله قلت هو الذی کتب إلی الناصر العباسی أو ابنه المستنصر لما أرسل إلیه یطلب مجیئه إلی العراق فلما وصل «النجف» خرج أهله للإستقبال و فی جملة من خرج رجل معه أسد مربوط بسلسله فلما رآه قتادة تطیر و قال لا أدخل بلاداً تذل فیه الاسود ثم کتب إلی الخلیفة:بلادی و ان جارت علی عزیزة++ولو اننی أعری بها و أجوعفی أبیات خمسة ذکرها فی عمدة الطالب ص 129 طبع النجف أول و هو أول من ملک مکة سنة 597 ه و طرد الواهشم عنها و کانت وفاته کما فی شذرات الذهب ج 5 ص 76 سنة 617 و عاش أکثر من ثمانین سنة و جاء ذکره فی کامل ابن الاثیر ج 12 ص 79 حوادث سنة 601 والنجوم الزاهرة ج 6 ص 206 والبدایة لابن کثیر ج 13 ص 41 و الاعلام للزرکلی ج 2 ص 789.

2) نقل ان أبی‏الحدید فی شرح النهج ج 3 ص 351 استغراب النقیب أبی‏جعفر یحیی بن أبی‏زید البصری العلوی من اصرار الشیخین علی منع فاطمة فدکاً و قال لو کانت فدک للمسلمین کما زعما فهلا استنزلا المسلمین عن حقوقهم کما استنزلهم النبی صلّی اللّه علیه و آله عن قلادة ابنته زینب التی بعثتها فداء عن زوجها أبی‏العاص یوم بدر مع ان زینب لا تدانی فاطمة فی المنزلة المجعولة لها من اللّه تعالی و کلما أراد ابن أبی‏الحدید الدفاع عن هذه الزلة لم یر طریقاً واضحاً و بالأخرة اعترف بأن القاضی عبد الجبار ابن أحمد قال إنهما لم یأتیا حسنا فی شرع التکرم.