جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

محمد حسین الکیشوان(1)

زمان مطالعه: 3 دقیقه

مالک لا العین تصوب ادمعا++

منک و لا القلب یذوب جزعا

فأیما قلب أتاه نبؤ++

الشوری فما ذاب و لا تصدعا

أما وعی سمعک ما جری بها++

فأی سمع فاته و ما وعی

و ما دریت باللذین استنهضا++

جاثیة الغی فهبت سرعا

سلا من الأحقاد سیف فتنة++

نتاجها من الضلال البدعا

و انتهزاها فرصة فاحتلبا++

من ضرعها کأس النفاق مترعا

و اتبعا نهج الهدی و جانبا++

من الرسول شرعه المتبعا

فلیت شعری أی عذر لهما++

و قد أساءا بعده ما صنعا

و أی قربی و صلا منه و عن++

عترته حبل الولا قد قطعا

فقل (لتیم) لا هدیت بعد ما++

طاف أخوک بالضلال و سعی

خف لداعی الکفر نهضاً فانثنی++

بثقل أعباء الشقا مضطلعا

فقام و هو یستقیل عثرة++

کبا علی الغی بها فلا لعا

دری بأن (فاطما) بضعته++

فما رأی حرمتها و لا رعی

کیف یطیب شیمة و عنصراً++

و عن اروم البغی قد تفرعا

و اجتمع الناس علیه ضلة++

ففرقوا من الهدی ما اجتمعا

و أظهروا باطنة الکفر عمی++

مذ أبصروها فرصة و مطمعا

و خالفوا نص الولاء بعد ما++

أماط عن وجه الرشاد برقعا

و غادروا حق البتول نهلة++

تجرعوها بالضلال جرعا

و افتتنوا من ولع بسورة++

الدنیا فهاموا بالدنایا ولعا

و أودع الثقلین فیهم فأبوا++

أن یحفظوا (لأحمد) ما استودعا

و جمعوا النار لیحرقوا بها++

البیت الذی به الهدی تجمعا

بیت علا سمک الضراح رفعة++

فکان أعلا شرفاً و أمنعا

أعزه اللّه فما تهبط فی++

کعبته الأملاک إلا خضعا

بیت من القدس و ناهیک به++

محط أسرار الهدی و موضعا

و کان مأوی المرتجی والملتجی++

فما أعز شأنه و أمنعا

فعاد بعد المصطفی منتهکا++

حریمه و فیئه موزعا

و أخرجوا منه علیا بعد ما++

ابیح منه حقه و انتزعا

قادوه قهراً بنجاد سیفه++

فکیف و هو الصعب یمشی طیعا

فعاد إلا انه عن حقه++

صد و عن مقامه قد دفعا

ما نقموا منه سوی ان له++

سابقة الإسلام والقربی معا

و أقبلت فاطم تعدو خلفه++

والعین منها تستهل أدمعا

فانتهروها بسیاط قنفذ++

و کسروا بالضرب منها أضلعا

فانعطفت تدعو أباها بحشی++

تساقطت مع الدموع قطعا

یا أبتا هذا (علی) أعرضوا++

عنه ضلالاً و ابن تیم تبعا

اهتف فیهم لا أری واعیة++

تعی ندائی لا و لا مستمعا

أمسی تراثی فیهم مغتصبا++

منی و حقی بینهم مضیّعا

و انکفأت إلی علی بعد ما++

تجرّعت بالغیظ سماً منقعا

قالت أتغضی والنفاق صارخ++

حتی استعاذ الدین منه فزعا

و نمت عن ضلامتی عفواً و أنت++

الموقظ العزم إذا الداعی دعا

احجمت و الذئاب عدواً و ثبت++

فاقحمت منک العرین المسبعا

و لنت اخدعیک فی الضیم و ما++

عهدت منک أن تلین اخدعا

و کیف اضرعت علی الذل لهم++

خدک و هو للعدی ما ضرعا

عز علیک أن تری تسومنی++

من بعد عز «قیلة» أن اخضعا

تهضمتنی بالأذی و لم أجد++

مأوی إلیه التجی و مفزعا

الفیتها معرضة عنی و ما++

أبقت بقوس الصبر منی منزعا

فقال یا بنت النبی احتسبی++

حقک فی اللّه و خلی الجزعا

و اجملی صبراً فما و نیت عن++

دینی و لا اخطأت سهمی موقعا

فاستر جعت کاظمة لغیظها++

مبدیة حنینها المرجعا

حتی قضت من کمد و قلبها++

کاد بفرط الحزن أن ینصدعا

قضت ولکن مسقطا (جنینها)++

مولعاً فؤادها مروعا

قضت و من ضرب السیاط جنبها++

ما مهدت له الرزایا مضجعا

قضت علی رغم العدی مقهورة++

ما طمعت أعینها أن تهجعا

قضت و ما بین الضلوع زفرة++

من الشجی غلیلها لن ینقعا


1) هو ابن السید محمد کاظم بن علی بن أحمد الموسوی الکاظمی الأصل النجفی المولد الشهیر بالکیشوان عالم فذ و شاعر فحل أوتی کثیراً من المواهب العلمیة والأدبیة کما اوتی مقدرة حسن الخط فقد کتب عشرات الکتب النادرة و کان من العلماء المرموقین فی وسطهم حلو الحاضرة ملیح النکتة صریح القول حدید الرأی له شعر کثیر معظمه فی آل البیت و له دیوان مخطوط شاهدته ولده الکبیر السید صادق و قد حوی أکثر شعره، و له قصائد خالدة فی مراثی الإمام الحسین علیه السلام و کانت له حلقة تدریس یحضرها الکثیر من رجال الفضل فهو من المجتهدین المحققین و له إحاطة بکثیر من العلوم الحدیثة کالریاضیات والفلک ولد عام 1295 هـ فی النجف و توفی فیها 1351 هـ اقتطفنا ترجمته من کتاب «شعراء الغری» ج 3.