قفا روحا بالبیض عن کبدی الحرا++
و کفا بسمر الخط ادمعی الحمرا
و لا تسئما أن تبکیا بشبا الظبا++
حوادث قد أبکت دماً (أحمد) الطهرا
حوادث أبکت أحمداً و وصیه++
و بضعته و استأصلت اله الغرا
حوادث ما أبقت لدین محمد++
عماداً و لا ألوت علی الحجة الکبری
حوادث أعطت له السیف بعده++
و لم یتخذ إلا مودتهم أجراً
غداة عدت بغیاً علی دین أحمد++
عدی و تیم و ادعت بعده الأمرا
إذ لا قریش جانباً و أقلها++
قبیلاً و أجفاها و الأمها نجرا
و أخسرها فی ساحة المجد صفقة++
و أخملها فی یوم مفخرة ذکرا
فسل عنهما أحداً و سل یوم خیبر++
ففی ذا غنی اما قتلتهما خبرا
و یوم حنین اعطیا سید الوری++
عهودهما أن لا یفرا و قد فرا
و سل یوم بدر والمشاهد کلها++
فما أحرزا فیها غناءاً و لا نصرا
و لا قتلا فیها قتیلا و اغنیا++
بیوم فتیلا لا و لا طلبا وترا
و لا جاریا فی حومة الحرب مسلماً++
و لا أبلیا فی ملتقی جیشها عذرا
و سل عنهما أحکام دین محمد++
فقد رکبا فی أمرها مرکباً و عرا
و کم قضیا بالجور فیها فردها++
إلی العدل (أقضاها) و أشرفها قدرا
و أولها سلماً و أرسخها حجی++
و أوفرها علماً و أعظمها صبرا
فیا ضلة ماذا جنت بعد أحمد++
صحابته من حبة شانت الدهرا
و یا ضلة ماذا جنته بفریة++
إلی الحشر لا تنفک معقبة شرّاً
عدت بعده جهراً علی بیت حیدر++
و حاکت ثیات الذل للبضعة الزهرا
و لم یجن ذنباً عندهم غیر انه++
أقام عمود الدین و استأصل الکفرا
فخل قریشاً والسفاهة جانباً++
فقد طلبت عند النبی لها وتراً
و عرج علی ابناء قیلة فالحشا++
لردتها بعد الهدی احتدمت جمرا
و سلها عهود المصطفی ان نکثها++
لردتها دم الإسلام ما بینها جهرا
ألم تعطه العهد الوثیق بأنه++
إذا جاءها لم یشک ضیماً و لا ضرا
و ان له منهم حمی دون نفسه++
و أهلیه واللّه الشهید بها أدری
فلم غیرت و استبدلت بعد عهده++
و أغضت علی ظلم المطهرة الزهرا
و عن ملأ منهم أتت بنت أحمد++
تناشد حقاً نصه اللّه فی الذکری
و عن ملأ ردّت إلی عقر بیتها++
تجر ثیاب الذل مهضومة عبری
و یوم اقتحام الدار یوم تهتکت++
به حرمات اللّه حتی بدت حسری
فعن ملأ منهم أتوا بیت فاطم++
مقرّ الهدی والدین والحجة الکبری
غداة غدی رکن الضلالة حاملاً++
علی ظهره أضعاف ما فی الحشا أوری
یحاول حرق الدار والدار تلتقی++
علی صبیة لم تعرف الخوف والذعرا
ینادی به اخرج (علی) و ان تقم++
فللنار أعمال ستخرجکم قسراً
فکم ریعت (الکبری) بهذاوکم شکت++
إلی جدها ما نالها منهم (الصغری)
و کم هتفت بالمسلمین و کم دعت++
بیا لرسولاللّه لابنتک (الزهرا)
و لا قائل منهم دعوها فانها++
سلیلة خیر الخلق والبضعة (الحورا)
تناشدهم والمسلمین ولو دعت++
بحق رسولاللّه صلد الصفا خرا
تقول لهم یا قوم بیتی و لم یکن++
نبی الهدی یوماً لیدخله قهرا
فما کف عنها الرجس بل حرکت له++
حشی فیه نار الحقد کامنة دهرا
و هاجم بیت الوحی والباب دونه++
عقیلة آل اللّه مسندة صدرا
و لم یرعها بل راعها و تزاحموا++
علی الباب أفواجاً فابئس بهم طرا
فقل للذی رام اعتذاراً لبغیهم++
علی المصطفی قبحت من طالب عذرا
زعمت ابنة الهادی اطمأنت و أذعنت++
لما لفقوا یا بئسما احتقبوا وزراً
فما بالها غضبی قضت بعد عذرهم++
و ما بالها لما قضت دفنت سراً
فیا أیها العاوی علی اثر من مضی++
بغیر هدی اکثرت فی قولهک الهجرا
إلی کم تری نهج الضلالة لا حباً++
جلیاً و ملحوب الهدی مظلماً و عرا
و فیم تعد الغی رشداً و لا تری++
سبیل هدی إلا اختلفت له سترا
و حتام لا تصغی لعذل و لا تعی++
مقالة ذی رشد و لا تسمع الذکرا
رویداً فلیس الدین بالرأی یبتغی++
و عما قلیل یطمئن بک المسری