جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

العالم الکامل الأدیب الشیخ حسن الحلی(1)

زمان مطالعه: 4 دقیقه

سل أربعاً فطمت أکنافها السحب++

عن ساکنیها متی عن افقها غربوا

سرعان ما صاح طیر البین بینهم++

فأصبحوا فرقاً عن عقرها عزبوا

سرت تجوب الفیافی فیهم النجب++

و لی فؤدا قفا آثارهم یجب

اتبعتهم ناظراً خیل الدموع به++

تسابقت فهو دامی الغرب مختضب

أضحت منازلهم للوحش معتکفاً++

فیهن طیر الفنا ینعی و ینتحب

لم یبق منها سوی رسم و ذی شعث++

رأس أشج علت من فوقه الکثب

و ذی انحناء کجسم الصب تحسبه++

نوناً بها عجم شین الخط قد کتبوا

أوهت قواعدها کف الضنا فعفت++

آثارها و محت سیماءه النوب

وقفت فیها و دمع العین منسکب++

کالغیث والنار فی الأحشاء تلتهب

و بی لواعج و جد لو رمیت بها++

صدر الفضا ضاق و هو الواسع الرحب

حیران اقبض فی رعش البنان حشاً++

حری أناخت بها الأحزان والکرب

و قائل لی رفع عن حشاک و لی++

وجد إذا ما نزا بالقلب یضطرب

فقلت لم یشجنی نأی الخلیط و لا++

ربع محت رسمه الأعوام والحقب

لکن أذاب فؤادی حادث جلل++

تنمی إلیه الرزایا حین تنتسب

یوم قضی المصطفی فی صحبه و علی++

الأعقاب من بعد أصحابه انقلبوا

قادوا أخاه و رضّوا ضلع بضعته++

بجورهم و لها البغضاء قد نصبوا

لم أنسها و هی تنعاه و تندبه++

و قلبها بید الأرزاء منتهب

تقول یا والدی ضاق الفضاء بنا++

لما مضیت و حالت دونک الترب

(قد کان بعدک أنباء و هنبثة++

لو کنت شاهدها لم تکثر الخطب)

(انا فقدناک فقد الأرض وابلها++

واختل قومک فاشهدهم فقد نکبوا)

نفوا أخاک علیاً عن خلافته++

و شیخ تیم عناداً منهم نصبوا

کقوم موسی أطاعوا العجل و اعتزلوا++

هارون والسامری الرجس قد صحبوا

ویل لهم نبذوا القرآن خلفهم++

و مزقوه عناداً بئس ما ارتکبوا

ما راقبوا غضب الجبار حین إلی++

المختار أحمد قول (الهجر) قد نسبوا

ألغوا وصایاه فی أهلیه وانتهبوا++

میراثه و إلی حرمانهم وثبوا

جاروا علی ابنته من بعده فغدت++

عبری النواظر حزناً دمعها سرب

و جرعوها خطوباً لو وقعن علی++

صم الجبال لأضحت و هی تضطرب

أبضعة الطهر طه نصب أعینهم++

بالباب یعصرها الطاغی و ما غصبوا

رضّوا أضعالعها أجروا مدامعها++

أدموا نواظرها میراثها نهبوا

لبیتها و هی حسری فی معاصمها++

عدوا فلاذت وراء الباب تحتجب

فألموا عضدیها فی سیاطهم++

و أسقطوا حملها والمرتضی سحبوا

قادوه بالحبل قهراً و هی خلفهم++

تدعو و أدمعها کالغعیث ینسکب

یا قوم خلوا ابن عمی قبل أن تقع++

الخضراء فوق الثری والکون ینقلب

فقنعوها بقرع الأصبحیة لا++

عداهموا سخط الجبار والغضب

و وشحوا متنها بالسوط فانکفأت++

لدارها و حشاها ملؤه عطب

حری الفؤاد یروی الأرض مدمعها++

فکلّما سال هذا ذاک یلتهب

قد حارب النوم عینیها و انحلها++

فرط البکاء و أضنی جسمها التعب

ما بارحت قلبها الأحزان ذات حشاً++

حری إلی أن اهیلت فوقها التراب

قضت و فی جنبها أثر السیاط و فی++

فؤادها للرزایا جحفل لجب

ما شیعوا نعشها السامی علا و لقد++

تزاحمت خلفها الأملاک تنتحب

سلوا ضبا الظلم من أغمادها فغدا++

فی حدها سبط طه الطهر یعتصب

ثاو بحر هجیر الشمس منجدلا++

تظله السمر و الهندیة القضب

جالت علیه العوادی بعد ما نهبت++

أشلاءه البیض و العسالة السلب

یا ثاویاً بمحانی الطف قد سلبوا++

ثیابه و کست جثمانه الکثب

«تاللّه ما سیف شمر نال منک و لا++

یدا سنان و ان جل الذی ارتکبوا»

«لو لا الأولی اغضبوا رب العلی و أبوا++

نص الولاء و حق المرتضی غصبوا»

«کف بها اُمک الزهراء قد ضربوا++

هی التی اختک الحورا بها سلبوا»

فدونکم یا بنی الزهراء مرثیة++

ان تتل شجواً فقلب الصخر ینشعب

أرجو خلاص بها فی یوم لا سبب++

یغنی سواکم ولا مال و لا حسب

علیکم صلوات اللّه ما طلعت++

فی الافق شمس و لاحت أنجم شهب


1) هو ابن حجة الإسلام آیة اللّه الشیخ علی بن الحاج حسین بن حمود بن حسن الحلی النجفی من عشیرة طفیل الذین یسکن البعض منهم قریب الحلة المجاورة لقبر النبی أیوب علیه‏السلام تعرف باسمهم کان المترجم طاهر الضمیر صقیل النفس خفیف الروح حلو الحاظرة مرتفعاً عن الدنایا نزیهاً عن مقاربة ما یحط بشأنه من الخضوع للمادة التی لا تأتی إلا عن طریق التبصبص وبیع الضمیر والدین بالنزر و لذا عاش رحمه اللّه فی أکثر حیاته بما ینسخه من الکتب والدوائین لأنه جید الخط أدیب یفهم ما یکتب و مع هذا کان مکباً علی طلب العلم والتدریس تلمذ علی جماعة من أهل الفضل ففاق أقرانه والذی أخره عن انتاج ما عنده من المعلومات ابتلاؤه بمرض السل الذی توفی فیه سنة 1337 هه و دفن بالصحن الحیدری بالقرب من حافة الایوان الذهبی و لم یترک إلا رسالة فی علم الصرف و دیوان شعره اقتطفنا هذا من ترجمته المفصلة فی «شعراء الحلة» ج 1 ص 229 للاُستاذ الشیخ علی الخاقانی و أما أخوه الشیخ حسین فهو مجموعة نفسیة حوت اُصولاً دقیقاً و فقهاً عالیاً مشفوعاً بأسرار التفسیر والبلاغة والنکات الأدبیة و ان زهده فی هذه الحیاة حرج علیه التصدی للزعامة فحسرت الاُمة صفقتها الرابحة حیث فاتها المنتشل لها إلی ساحل السعادة. نعم لم یفت أهل الفضل و من لهم الخبرة بمقادیر العلماء الإنتهال من بحر علمه الزاخر والإقتباس من آرائه الدقیقة و أما آثاره القیّمة فکثیرة أخص منها رسالة فی أخذ الاُجرة علی الواجبات و رسالة فی الوضع و رسالة فی معاملة الیانصیب والبیمة الشائعة فی هذا الزمن و رسالة فی قاعدة من ملک و رسالة فی حکم بیع جلد الضب و طهارته و قبوله التذکیة و رسالة فی معاملة الدینار بأزید منه و رسالة فی عمل أهل کل اُفق علی اُفقه و حکم المسافر بالطائرة من بلاد إلی اُخری و قد اختلفا بالاُفق و رسالة فی الحاق ولد الشبهة بالزوج الدائم و رسالة فی قاعدة الفراش.و له مجلدان کبیران یحتویان علی مسائل متفرقة فی الفقه والتفسیر واللغة والأدب بعنوان السؤال والجواب و هذا غیر ما کتبه من تقریر درس العلمین الحجتین آیة اللّه میرزا محمد حسین النائینی و آیة اللّه الشیخ ضیاء العراقی فی الفقه والاُصول و له تعلیقة کبیرة علی مکاسب الشیخ الأنصاری (ره) و تعلیقة مهمة علی مباحث الألفاظ من تقریر حجة الإسلام آیة اللّه السید أبوالقاسم الخوئی لدرس المیرزا النائینی (قده) و تعلیقة اُخری علی الأدلة العقلیة من تقریر شیخنا «الکاظمی» (ره) لدرس المیرزا النائینی و له غیر ذلک من المؤلفات التی لم یتحمل عتدها هذا المختصر أسأل اللّه تعالی أن یتحف أهل العلم بإخراج هذه الرسائل إلی عالم الطبع لیسهل تناولها و الإنتفاع بها «إنه بعباده رؤوف رحیم».